Tuesday, September 25, 2018

هذه قصتي مع النجاح يا شباب المستقبل ويا صانعي الحياة | قصة كفاح ونجاح ... قصة تحقيق الذات | الاقتصاد والاستثمار والبنوك وفوائدها ومشاريعها


قصة كفاح ونجاح ... قصة تحقيق الذات

هذه قصتي مع النجاح وتحقيق الذات يا صناع المستقبل والحياة

كلمة عن الكاتب

مثله الأعلى بعد الحبيب صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح هو صاحب النقب. ذلك الرجل الذي حفر نفقا تحت الأرض بمفرده على مدار الليالي حتى يتسلل منه إلى داخل حصون العدو وبسببه انتصر المسلمون في إحدى المعارك ، وعندما أصر قائد الجيش على التعرف على صاحب النقب لمكافئته ، ذهب إليه ملثما واشترط عليه ألا يسأل عن اسمه وألا يكافئه ، حتى يكون عمله خالصا لوجه الله.

 منذ أن سمع تلك القصة وهو يسعى أن يكون مثل هذا الرجل ، فما سأله أحد عن اسمه  إلا وسأله  إن كان يعرف قصة صاحب النقب ، فإن كان يعرفها استأذنه أن يتركه يسعى لأن يكون مثله ، وإن لم يكن يعرفها قصصها عليه ثم طلب منه نفس الطلب.

فاختار اسماً له ........... ( أُحُد ).

اللهم ارزقه الإخلاص و اجعله ممن يدخلون الجنة دون سابقة عذاب .
و ملتقانا جميعاً إن شاء الله على باب الجنة.

                                                 محمد عبد السلام الأنصاري
                                                     15 جمادى الأول 1425
 -------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، اللهم بارك لنا فيه ولا تضره ، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات


فى البداية كنت فقط أنوى سرد قصتى كما يسرها لى ربى ، ولكن بعد أن منّ الله علىّ بهذا الفيض من المشاركات الطيبة ، وبعد أن تنبهت إلى الدور المحوري الذى ارتكزت عليه حقيقة أنه لا يوجد شىء إسمه صدفة فى حياتنا وفى قصتى ، بعد كل ذلك ، قررت ألا أغلق هذا الموضوع وأن أفتح باب الحوار مجددا لنفسى ولجميع إخوتى وأخواتى فى الله كى نشارك جميعا بمواقف واقعية من حياتنا ثبتت إيماننا أو أعانتنا على صناعة الحياة وأظهرت لنا يقينا أنه لا يوجد شىء إسمه "صدفة" فى حياتنا بل كما قال الحق سبحانه وتعالى "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" - سورة القمر - آية 49. ولا يفوتنى أن أجدد نيتى فى هذا الموضوع خالصة لوجه الله ، وأن أدعوه سبحانه بأن يشملنى برحمته ويجعلنى ممن ينطبق عليهم هذه الحديث الشريف "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمر النعم" ، فلا تبخلوا علينا بمشاركاتكم عسى الله أن يتغمدنا جميعا برحمته ويجعلنا سببا فى هداية وتثبيت بعضنا البعض ، اللهم آمين.



ملحظ: هذا الموضوع قصة واقعية ظهرت إلى النور فى صيف 2003 بعد عامين من البحث والدراسة وعشر سنوات تقريبا من الخبرة المهنية. والموضوع لا يهدف إلى استعراض أى نوع من التربية أو التعليم أو الأفكار ، بل النيّة التى لا يعلمها يقينا إلا الله هى الإثبات بالدليل القاطع أن بداخل كل منا بذرة خير كفيلة إن صح توظيفها بصناعة الحياة ، وكذلك إثبات أن الإستغناء عن البنوك الإستثمارية واستبدالها بالبديل الإسلامى واقع ملموس لمن أخلص النيّة لوجه الله. ولكن عفوا ، صناعة الحياة لا تأتى هكذا فى يوم وليلة ، بل هى نتاج جهد جهيد يبذله الأهل فى تربية من يصنعون الحياة فيما بعد ، ويبذله الشخص فى طلب العلم وبعد ذلك فى تطبيق هذا العلم. هذه دعوة للبحث فى الدفاتر القديمة عن الأساس السليم الذى لا شك موجود بصورة أو بأخرى ، ومن ثمّ إعادة استثماره وتوظيفه لصناعة الحياة ، علما بأنه كلما زاد التعليم والتميز كلما زادت المسؤلية تجاه هذا الدين الحنيف ، ولسوف نسأل عن علمنا ماذا فعلنا به. كذلك لن يتم الإعلان عن إسم الشركة صاحبة المشروع ولن يسمح بالاستثمار فيها على الأقل فى الوقت الراهن لأسباب استراتيجية بحتة حرصا على سلامة المشروع واستمراريته فى هذه المرحلة الأولية الحرجة. جزاكم الله خيرا على الإلتزام بهذه الملحوظات أثناء طرح الموضوع.


١- وُلِدتُ بفضل الله لأسرة ميسورة الحال هى التقاء لعائلتين ممن يلقبون بالطبقة الوسطى أو الراقية ، وهذا فضل من الله سبحانه تعالى. وتلقيت تعليمى المدرسي فى أرقى مدرسة فرنسية فى بلدي ، وهذا فضل من الله. ثم حصلت على بكالوريوس الاقتصاد من أرقى جامعة أمريكية فى بلدي ، وهذا فضل من الله. ثم عملت بغرفة المعاملات النقدية بأحد أرقى البنوك فى بلدي ، ثم انتقلت للعمل فى أفضل شركة عاملة فى مجال البورصة بلا منازع فى بلدي ، وهذا كله من فضل ربى. ثم قررت تأسيس شركتي الخاصة التى أدخلت من خلالها إلى بلدى نوعية من التحليل والدراسة للأسهم لم تكن معروفة وقتها فى بلدى ، فكانت شركتي هى الرائدة فى هذا المجال الذى توقعت انتشاره فيما بعد ، وقد كان ، مما أضفى للشركة بريقًا خاصا حيث اعتبرت هى المرجع الأساسي لهذا المجال فى بلدى حتى أنّ المنظّمة الدولية لهذا المجال قررت منحنا عضويتها وحق تأسيس جمعية متخصصة فى هذا المجال ، وهذا شرف لم تناله وقتها سوى ١٥ دولة على مستوى العالم أصبحت بلدى منها ، وكل ذلك من فضل ربي. فى هذه المرحلة تحديدا بدأ حب الله يعاود تغلغله فى قلبى ، وكيف لا وقد أغدق عليّ سبحانه بكل هذا النجاح المتواصل ، وفى كل مرحلة كنت أتذكر قول أمى : "إياك أن تظن أنّ هذا النجاح أو أي دراسة موفقة تقومون بها هي من فعلكم ، بل هي من فعل الله ، إياك أن تنسى فضل الله عليكم".

أذكر إننى خلال دراستى الجامعية كنت مسافرا بسيارتى ومعى ثلاثة من أصدقائي، وانقلبت بنا السيارة فى حادثة مروعة تهشمت فيها السيارة تماما ، وكانت من النوع الثقيل الذى يصعب تهشمه ، ولكنها تهشمت تماما ، بل ولفظت كل أصدقائي خارجها خلال انقلابها لثلاث أو أربع مرات متتالية بالطول قبل أن تستقر على ظهرها وأنا بداخلها فاقد الوعي. عندما أفقت وجدت أصدقائى حولي فى حالة يرثى لها. أحدهم يقلب الرمال بين كفيه ، والآخر ملقى على ظهره وركبته تزرف الدماء وأنا فى حالة ذهول. وسريعا ظهرت عربة إسعاف وجدنا أنفسنا بداخلها وأنا أسأل أصدقائى "ماذا حدث ؟ ماذا نفعل هنا ؟" ، وبنظرات مليئة بالقلق بدأ أحدهم يذكرنى بالسفر حتى تذكرت كل شىء فزال القلق. ورغم تهشم السيارة إلا أن أحد منا لم يصبه أي سوء ، وأكثر المتضررين أصابه كسر فى الترقوة الذى يتطلب رد العظمة فيعود كما كان في الحال ، وسوى ذلك لا شىء على الإطلاق ، سبحان الله. بل إننا عندما ذهبنا لنلقى نظرة على السيارة فيما بعد سألنا من كانوا حولها إن كنا نعرف من كانوا بداخلها ظنا منهم أنهم قد لقوا حتفهم فى الحادث. ولن أنسى منظر أحدهم وهو يرتد إلى الخلف فزعا عندما علم أننا نحن الذين كنا بداخلها وهو يردد "سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله". حقا سبحان الله.

بعدها قرر أهلى اصطحابنا جميعا ، أنا وإخوتى ، لقضاء العمرة. وكانت هذه أول مرة أتشرف بزيارة الأراضي المقدسة. مشاعر وأحاسيس لا تنسى ، وبالأخص رؤية الكعبة المشرفة لأول مرة في حياتي. لن أنسى هذا المنظرَ وهذه الأحاسيس طوال حياتي. لم أكتفِ وقتها بعمرة واحدة ، بل قمت بخمس عمراتٍ دفعة واحدة ، وختمت المصحف مرتين فى عشرة أيام.

No comments:

Post a Comment

Featured Post